فوائد من سلسله (وقفات) لـ د. عماد الدين خليل متجدد

* كتابه التاريخ تحتاج الي جمله من المعايير التي تجعله اكثر توثيقا لان المعرفه الانسانيه علم مقاربه وليس مطابقه

* مشكله التاريخ ان التدوين جاء لمراحل تاليه من تشكل الوقائع ولم يعش من أرخ هذه الوقائع وان الذاكره الفرديه والجماعيه تتأكل مع مرور الوقت

* الصدر الاول الذي كتب التاريخ كانوا جماعين وليسوا مفسرين والطبري كان جماعا من الطراز الاول ثم جاء المؤرخون من بعده حتي بلغ القمه بن خلدون

*مشكله دراسه التاريخ ان الدارس يكون عنده عدم ثقه وعدم الاكتراث بالمرويات التاريخيه

* في الغرب معظم الساسه والمفكرين تخرجوا من كليات التاريخ وكان الاباء والاجداد يسمون التاريخ بأبو العلوم

* هناك خطيئه فادحه في تدريس التاريخ الاسلامي وهي انهم يدرسون تاريخا محبطا مليئ بالمآسي والدسائس وأقوي حلقات التاريخ هي حلقه الحضاره والدعوه والعقيده وليس الحلقه السياسيه مع ان التاريخ السياسي به بقع بيضاء كثيره جدا .

* يقول (توينبي) :- ان الذي تبقي من كل الحضارات البشريه في اللحظات الراهنه ست حضارات فقط وواحده منها تملك القدره علي احتواء الحضارات الست الاخري المتبقيه وأمتصاصها وألغائها في نهايه الامر لانها تكون ذابت في الحضاره الغربيه المسيحيه . والحضاره الاسلاميه من هذه الحضارات الست التي يريد (توينبي) انها قد تتلاشي ونحن في اشد الحاجه لتوظيف دراسه التاريخ الاسلامي في الجامعات والمعاهد لمجابهه مثل هذه المقولات والتأكيد علي ان هذه الامه قادره علي الانبعاث مره اخري ليس فقط من عقيدتها ولكن من تاريخيها ايضا وحضارتها وذلك بما تملكه هذه الحضاره من مقومات

* التأسيسات التي قامت عليها الحضاره الاسلاميه والتأريخ الاسلامي حفظت بنصوصها كامله دون التعرض للتزيف والتحريف مثلما تعرضت الحضارات الاخري ما عدا الحضاره الاسلاميه متمثله بكتاب الله المتوعد بحفظه من قبل الله عز وجل والسنه النبويه التي سهر عمالقه الحديث علي حمايه صحيحها من التأكل والتزييف .

* كتاب "نهاية التاريخ" لفوكوياما يري نفس مفهوم (توينبي) عن ابتلاع الحضاره الغربيه لكل الحضارات

* ما نجده في كتاب (توينبي) موافق لكتاب (فرانسيس فوكوياما ) ( نهايه التاريخ ) ان الحضارات أنطوت تحت الليبراليه الاميركيه ويجب علي كل الحضارات الانخلااط في هذه المنظومه الليبراليه الغربيه المسيحيه الامريكيه والا فليس لها مكان علي خريطه العالم

* يقول (صامويل هنتنجتون )في كتاب( صراع الحضارات ):- علي الغرب أذا اراد ان يتوحد أن يبحث عن شاخصا يطلق عليه النار . اي ان قوام حياه الحضاره الغربيه وجود عدو مشترك يوحد هذه الحضاره وأيامه كان الاتحاد السوفيتي والفكر الشيوعي الاشتراكي الذي وحد الغرب ضده

* أراد (فرانسيس فوكوياما )ان يبحث عن هدف جديد فأشار اما الي الصين او العالم الاسلامي والواقع يشهد انهم اختاروا العالم الاسلامي

* في سؤال وجهه مقدم الحلقات د . عزام قال:
لماذا لا يقدر العالم الاسلامي التاريخ ودارسيه .
صناع القرار في الغرب خريجوا جامعات أكسفورد و كمبردج والسربون الذين يحملون شهادات في التاريخ والدرسات الانسانيه هؤلاء هم صناع القرار السياسي ويصبحون من كبار المستشارين بينما في العالم الاسلامي والعربي نريد ان نعرف من يصنع القرار السياسي فهذا يؤدي الي عزوف الطلبه عن دراسه التاريخ
فقال الدكتور عماد :-
هذا صحيح ولعلنا نأمل في يوم يتاح فيه للشرائح المثقفه وخريجوا اقسام التاريخ الذين يملكون معارف موغله في بعدها السياسي والحضاري ان يكون لهم مكان في خرائط انتخاب مجالس اتخاذ القرار .

* هناك بعض العوامل التي تجعلنا نتعامل مع بعض المصادر التاريخيه بقدر كبير من الش****ه من بينها ( التحزبات والاهواء والمصالح وطبيعه الارتباط بالسلطات الحاكمه ) وجمله من القضايا التي وقف عندها بن خلدون وناقشها مناقشه مستفيضه وقال انه وضع المقدمه من اجل أن يعطي المعايير للمؤرخ الاسلامي للوصول الي الوقائع الصحيحه دون هذه الشوائب

* بن خلدون في طرحه لمنظومه المعايير الكلاسيكيه في ضبط الوقائع والرويات التاريخيه يذكرنا بما حدث في العصر الحديث في خمسينيات القرن الماضي وحتي اللحظه الراهنه فيما يسمي ( محاوله أعاده كتابه التاريخ الاسلامي ) فجاءت محاولات فرديه وجماعيه ومؤسسيه وحتي حكوميه وكانت فكرتها استبعاد الضعيف والابقاء علي الصحيح من أجل أعاده بناء صوره أكثر مقاربه للتاريخ

* للاسف الشديد كل المحاولات الفرديه والجماعيه والمؤسسيه والحكوميه وصلت الي طرق مسدوده وذلك لان مشروع كتابه التاريخ الاسلامي مشروع كبير وكبير جدا يتطلب نفقات هائله وأمكانيات فنيه وتنظيميه هائله وكوادر كبيره جدا من المتخصصين في التاريخ الاسلامي متي يحدث ذلك والكوادر الاسلاميه متباعده جغرافيا وممزقه سياسا والحواجز بينها وبين بعضها تزداد يوما بعد يوم كلما أزدادت أوربا التحاما عبر العقد الاخير كل ما زاد العالم الاسلامي تفككا وتباعدا ووضع العراقيل والفيزات والتأشيرات فكيف تلوم هؤلاء العلماء في التقصير في مثل هذا الامر

* أعاده كتابه التاريخ الاسلامي وتنقيته من الشوائب ضروره علميه ملحه ومن تلك المحاولات لتنقيه التاريخ الاسلامي ما فعله الدكتور (أكرم ضياء العمري) من مدينه الموصل في كتابه ( السيره النبويه الصحيحه ) التي اعتمد في أنجازها علي معايير علماء الحديث في نخل المرويات في عصر الرساله وله محاوله كذلك في العصر الراشدي

* وجاء من بعده اخا من العراق الدكتور (محمد بن طاهر البرزنجي) انجز كتاب صحيح تاريخ الطبري وأخرج الكتاب في 6 مجلد وهو جهد كبير حقيقه ولكن هذا لا يكفي لابد من عمل مؤسسي في التعامل مع التاريخ الاسلامي لتقديم صوره اكثر مقاربه لهذا التاريخ

* أعاده كتابه التاريخ سوف يقدم التاريخ كما تشكل فعلا في ابيضه ورماديه وأسوده احيانا وما اكثر المأسي والدم الذي سفك عبر هذا التاريخ والابتزاز السياسي والظلم الاجتماعي ولكنه شهد في الوقت نفسه مساحات بيضاء مشعه لا نكاد نجد عشر معشارها في الامم الاخري

* هناك نقطه مهمه يجب ان يشار أليها ما الذي فعلناه عندما انتصارنا علي الاخر وما فعله الاخر بنا عندما انتصر علينا والله لم تجد في تاريخ امه من الامم معايير انسانيه وقدره هائله علي التسامح والعدل وأعطاء الفرصه للاخر دينيا ومدنيا واجتماعيا كما حصل في تاريخينا بخلاف وعلي العكس مما فعلته الامم الاخري قديما وحديثا معنا عندما تفوقت علينا وعندما امسكتنا من رقابنا . هؤلاء الذين يتهمونا الان بخنق حريه الانسان .

*المؤرخين المتقدمين الكبار مثل الطبري وبن كثير وبن الاثير أعتقدوا ان الاسناد في نقل الوقائع التاريخيه يكفي ويبقي علي الذين يقرؤن أعمالهم أن يفحصوا الاخبار بدراسه الاسناد وكما يقول الطبري هذا ما اديناه والعهده علي القارئ . وكان علي الطبري ان يدخل علي الخط فيمحص الروايات وفق مناهج الجرح والتعديل و يفسر وينتقد ويوضح فيما يسمي النقد الباطني للروايه التاريخيه.

* سوف تجد في كتب المتقدمين من الغرائب والشنائع ما لا تستيغه العقول مثل ما قال الطبري في مقدمه تاريخه . حتي بن الجوزي في المنتظم ستجد الكثير من الغرائيبيات وهو يتحدث عن ظواهر طبيعيه وسياسيه وأجتماعيه تخرج عن المقبول ولهذا اكثر بن خلدون من استعمال العقل وتطبيق المعارف العلميه والطبيعيه لتزيلها علي المرويات .

* لابد تنقيه التاريخ الاسلامي والتفاسير من هذه الاسرائيليات التي ليس كلها شرا والابقاء علي الصحيح .