منتدى احلى شباب و بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بكم في منتديات أحلى شباب وبنات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:19 pm

تلك الوقفاتُ , هى أطياف فكر ,
وإنفعالاتُ قلبٍ وروح ,
فما كان منها موافقا لشرع الله ومنهاجه , فهو بتوفيق من الله وسداد ,
وله الحمد سبحانه وتعالى
وما كان منها من خطأ أو سهو أو نسيان
فمن نفسى ومن الشيطان
والله بريئ منها ورسوله
آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم
( 1 )
غاية خلق الإنسان
كان من شرف الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها , أن تمنتها الملائكة الأبرار الأطهار , الذين لا يعصون الله طرفة عين , ويفعلون ما يؤمرون ,ولها خلق الله الإنسان ( آدم ) بيديه , ونفخ فيه من روحه , وعلمه الأسماء كلها , وهى الخلافة عن الله في الأرض ,وإذا كان لكل مُستخلف منهاجُ استخلاف ,
يضبطُ له مهمته , ويبين له أوامر الاستخلاف ونواهيه , فقد جاء منهاج استخلاف الإنسان على منهج العبودية لله
الذي يرسم له خرائط حركته , ويبين له الحكمة وراءها , وأولويات الحركة الإستخلافية , وآثارها الدنيوية والأخروية . منهاج متكامل عقيدة وتشريعا , أخلاقا ومعاملات ,
وإذا كانت عمارة الأرض ضمن منهج الاستخلاف, فقد جعلت قيم التعمير أعلى شأنا, وأسمى منزلة من التعمير نفسه, والالتزام بمنهج الاستخلاف في عموم حركة الإنسان هي أصل الفوز والنجاح الدنيوي والأخروي , بل جُعلت أسمى مراتب الاستخلاف , هي نشر المنهج , دعوة وجهادا .
وليست الخلافة الراشدة أمرا يسيرا, وشأنا هينا مُستطاعا من الجميع, فرُشد الخلافة الأرضية لا يأتي إلا بالالتزام الكامل بالمنهج , وضبط المسيرة الإنسانية على موازينه الربانية , التي لا يعتروها ميلٌ أو هوى , ولا يتطرق إليها نقصان . مما يستلزم مغالبة للنفس , وتعاليا على الأهواء , وبعدا عن الشهوات , ومخالفة للزائغين من الشياطين , إنسا وجنا .
وهذا المنهج القويم , منهاج سابغ للوجود الإنساني قلبا وقالبا , وحركة وسكونا , وصحة ومرضا , قوة وضعفا
بينه وبين الله , وبينه وبين نفسه , وبينه وبين أهله , وفى مجتمعه ووطنه , وفى وجوده الأرضى كله
يبيعُ فيها ( المؤمن ) المتبعُ لمنهاج الخلافة نفسه وماله وأهله لله , وتعكس خطواته الأرضية
هذا البيع الدائم لكل ما أوتى فى دنياه لصاحب الخلافة عنه
ولا سبيل إلى إنزال النفس عليه , والعمل به إلا بالاستعانة بالله , والالتصاق الدائم به , ومداومة اللجوء والتضرع إليه . طوال المسيرة البشرية الأرضية
وكل إستخلاف على غير منهج العبودية , هو إستخلاف باطل , فاقد لأركان وجوده , ومنعدمٌ فى ذاته , إذا يَخرجُ به الإنسان من طاعة ربه الذى أوجده وأناط به الإستخلاف, إلى طاعة نفسه وهواه , وإتباع الطواغيت , أعداء الله وأعداء منهاجه ( جنا كانوا أم إنسا ) .
إنها مهمة شاقةٌ عسيرة , أُسْجِدَّ الملائكة للإنسان ( سجود تشريف ) لأجلها , وأبتها السمواتُ والأرضُ والجبال
وأشفقن منها , وقد حملها الإنسان , فكانت رحمة الله المحيطة به , وجودا ومنهاجا
رضا فهيم
ونواصل بمشيئة الرحمن



من مواضيع العضو
خواطر نثرية * ** على أعتاب الإيمان ؟1
عبر أوراق الأثير ...آثامٌ أدمنت السواد ؟! ...أطياف فكر وإنفعال روح
آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم ***&
وقفاتٌ على ضفافِ الحـــــــــــــــبْ &***
من مفكرة الخبير القضائى (( اليتيم ...والذئاب الضارية )) ***

ياسائلى عن الدنيـــــــــا ؟!


بالـــدين قامـــــــــــــــت قوائمـــــهــــــــــــــــــــــــــا
والمــــــوتُ يُفنينـــــــــــــا ويفنيهـــــــــــــــــــــــا
الطــــــائعــــون الرب نـــــــــــالوا سعادتهــــا
وعاشوا كرامــــا بأرواح تُجافيهـــــــــــــــا
لم يُشقهم بؤسٌ ولا فتنـــــوا بزخرفهــــا
همُ الملـــوكُ إذا وضعت موازنهــــــــــــا
(( وقل ربى زدنى علما ))

الخبير
رضــــــــــا فهيـــــــــم
رد مع اقتباس مُتَهَوِّرَة بـِ لُطْف and علياء اليمن like this. Like ابلغ عن اساءه
شاركشارك 25تويتر 0أعجبني 30طباعةأرسل

03 -06 -2013 04:10 AM #2
الخبير الشاعر
مشرف قسم النثر والخواطر



تاريخ التسجيل
12-03-2009
المشاركات
4,282
‎تقييم المستوى 25

مجموع الأوسمة: 2


رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم ***&
( 2 ) رحمة الله بالإنسان قبل خلقه

قبل أن يخلق الله الإنسان , أعد له كونا فسيحا مترامى الأطراف ,

ومهد له أسباب ومقومات الإستخلاف ,

من أرض تجود بالزروع والثمار , وتجرى فيها البحار والأنهار ,

وسماء تشرق بالأنوار , تدور فيها الشمس والنجوم والأقمار ,


كل بقدر معلوم , شديد الإحكام , تُحصى به الساعات والأيام ,


والفصول والسنوات ( وكل شيئ فصلناه تفصيلا )

وإذا كانت الشمس إنفجارات للطاقة النووية تتفجر منها الحرارة والضياء ,

فقد أحكم لها المدار , فلو إقتربت قليلا , لإحترق البشر والشجر ,
بل والحجر ,

ولو بعدت قليلا , لتجمدت البحار والأنهار , فدرجة حرارة سطحها 6000

d ستة آلآف درجىة مئوية ,

وتنساب من مدارها المحكم أشعتها الذهبية , فتصل إلى الأرض أنوارا

رقيقة لطيفة ,

دفئا وضياءا ,

وكذلك الأرض تتمدد طبقاتها السبع , ومنها طبقة تذيب الحديد و الصخر ,

بشدة حرارتها , وتوهج نيرانها , تسمى طبقة المجما .

ومع هذا أعد سطح الأرض أنساما وضياءا , وماءا باردا عذبا فراتا ,

وظلا ظليلا

وقشرة الأرض دائمة الإنبات , حبا وقمحا , وفاكهة وأبا .

والبحار تجوبها السفن والفلك , وعلى الأرض الطرق , تحمل الإنسان

ومتاعه عليها الدواب والأنعام , والسيارات والقطارات ,

وفى الجو تمخر عباب السماء الطائرات , تقل الإنسان إلى أقصى

مدى فى أقصر وقت ,

فانظر إلى آثار رحمة ربك , الذي له تسعة وتسعون اسما ,

منها الجبار والقهار , ومنها الشديد والقوى والمتين , والعظيم , وذو الطول , والعزيز ,

لكنه سبحانه إستوى على عرشه برحمته ( الرحمن على العرش إستوى ) ,

وبلغت رحمته فى الأرض أن الدابة ترفع حافرها عن وليدها مخافة أن تصيبه ,

كل هذا بسهم رحمته الذى أودعه فى الدنيا

وقد إدخر للآخرة تسعة وتسعون سهما ,

حتى أن الشيطان يأتى يوم القيامة وقد تطاولت رقبته طمعا فى رحمة

الله تعالى .

بعد أن يرى عظيم رحمة الله بابن آدم

(( الملك يومئذ الحق للرحمــــــــــــــــــــــــــــــــن , وكان يوما على الكافرين عسيرا ))

ونكمل
إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:19 pm

( 3 )الإنسان وحقيقة الوجود
لأجل الغاية العظيمة التى خلق الإنسان لأجلها , فقد أحكم الله خلق

الإنسان ,خلال مراحله العمرية المختلفة , من بداية خلقه , وحتى

مماته , بل تناولت الحكمة الإلهية تهيئة البيئة المعدة لإستقباله ,

أعظم تهيئة , من غرس عميق لنوازع الأبوة والأمومة , فى الرجل

والمرأة على السواء , فقد جعل الله البنوة زينة كبيرة من زينات

الحياة الدنيا , يسعى لتحصيلها كل إنسان على وجه الأرض .

بل وكان من مُقتضيات الحكمة الإلهية , ألا تتهيأ أسباب الحصول

على تلك الزينة , وإشباع الغريزة فى الجميع ,

حتى يظل الوجود الإنسانى عزيزا , وتصبح تحقيق أمانى الأبوة

والأمومة من أكبر نعم الله على الإنسان ,

يسعى لها الجميع , ويبذل فيها غاية جهده وماله ووقته .

وتظل الطفولة الإنسانية أطول فترات طفولة فى الكائنات الحية على

الإطلاق , يستمتع فيها الطفل الإنسانى

بشتى أنواع الرعاية الأسرية , ويتحصل فيها على أعلى منسوب من

الحنان والدفئ , حيث يتنافس الأبوان لإسعاده , وتلبية إحتياجاته ,

حتى أنهما يؤثرانه على نفسيهما تلبية لفطرة الله فيهما .

ثم تأتى مرحلة التعليم والتهذيب , والمعرفة والتحصيل , والتى تمتد

لنحو عقد وتزيد من حياة الإنسان ,

حيث تتسع المدارك , ويكتمل النضوج الجسدى والعقلى والعاطفى

, ويتهيأ الإنسان لعبور مرحلة التأثر ,

والتقبل , إلى وزن الأشياء والقيم والمعارف , وتكوين المنهج

العقائدى والأخلاقى الذاتى , بعيدا عن تأثيرات البيئة , والتى تكون

أحيانا بيئة ضالة عن منهج الحق وقيمه .

وفى هذه المرحلة يتساءل الإنسان , لما خلقه الله ؟ وما الغرض

والحكمة من خلقة ؟ ولما هُيئ له هذا الكون العظيم ؟ بملايين

مجراته السماوية ؟

فينمو العقل الناقد لمؤثرات البيئة , عند بطلان التصور العقائدى ,

من تعدد فى الإلهة , أو نسب البنوة , أو الأبوة لله العظيم , أو إدعاء فلسفى كالنشوء والتطور , أو نظريات قاصرة كالمادية الجدلية , حيث

يقوم العقل البشرى السوى , بمسح المعتقدات الأرضية جميعها , وفلسفاتها الإنسانية ,

لمعرفة الحق منها من الباطل , والسائغ المعقول , من الشاذ

المعلول .

فيقرأ الإنسان السوى كتب الأديان , ويعقد المقارنات , ليظفر بأهم

حقيقة فى حياته , وهى ما الغاية من خلقه ؟

وهنا يتصدر الكتاب السماوى الوحيد والأخير , الذى لم يُبدل ولم

يحرف , والمتوافق مع الفطرة البشرية

, والمقاييس العقلية السليمة , ليخط للإنسان على وجه الأرض

ميزان قيمه , ومنهج حياته , فى طريقه إلى ربه (( يا أيها الإنسان

إنك كادحٌ إلى ربك كدحا فملاقيه ))

(( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقلُ ما كنا فى أصحاب السعير ))

ونكمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:20 pm

( 4 )الإنسان..... بين ابتلاءٍ له ومعافاةٍ من الرحمن

************************
جعل الله تعالى الحياة الدنيا ( خلافة العبودية في الأرض ) للإنسان , مزرعة للأعمال والأقوال والأفعال , ومستقرا للامتحان

والبلاء والافتتان , وميدانا لتصارع أهل الحق مع أعوان الشيطان , وكان من ضرورات

هذا الامتحان أن تتواجد الأشياءُ وأضدادها ,

فهذا آدم عليه السلام , وقد عُرضت عليه ذريتهُ في الأرض , فرأى المُبصر والأعمى , ورأى الفصيح والأبكم ,

والسميع والأصم , والسوي والأعرج , والغنى والفقير , والصحيح والقعيد , فقال آدم راجيا ربه ؛
ـ
ـــ ربى , لو سويت بينهم ! ويقصد عليه السلام أن يكون الجميع أصحاءً معافين , أغنياءً مُنعمين !

___ فقال رب العزة (( لا .... حتى أُشكر ))

(( ونبلوكم بالشر والخير فتنة , وإلينا تُرجعون ))

فالأشياء لا تتضح حقيقتها إلا بأضدادها ( وبضدها تتميزُ الأشياءُ )

فعلام يحمدُ المبصرون ربهم ؟ إذا كانت الإنسانية كلها مُبصرة !

وهكذا تهيأت أسباب الاستخلاف العبودى للإنسان , بإستطراق الصحة والنعم على وجه الغالب , مع وجود


أضداد تبرز ماهية النعم , وتحقق المراد فى إبتلاءات الإستخلاف !

غير أن السنن الإلهية , إقتضت وجودا غالبا للخيرات والنعم والأموال , تحقيقا لغاية ومنهج الإستخلاف العبودى ,

للبشرية الإنسانية على الأرض , من دعوة وجهاد , وآداء لمناسك ربهم حجا وعمرة وزكاة . وإنفاقٍ على عمارة المساجد

وأوقاف الخيرات , وفى الصدقات ,

وفى عمارة الأرض , وإستزراعها , وتوفير الإحتياجات الإنسانية على ظهرها
بل وفتنة للإنسان على إطلاقه مؤمنا وكافرا , بوفرة المال , وسلامة الصحة والبدن ,

فالأصلُ وفرة الأموال , وسلامة الأبدان والأجساد ,

والفقرُ والمرضُ أضداد مُقدرة بحكمة إلهية من أحكم الحاكمين ,

يصيبُ بها الخارجين على منهجه عقابا فى الدنيا , ولعلهم إليه يرجعون ,

ويُصيب المؤمن بها كفارة لسيئاته وتطهيرا لذنبوبه , وقربا منه سبحانه وتعالى بالتضرع والدعاء _ عله يكشف الكرب ويرفع البلاء , _ ورفعا لدرجته فى الآخرة
( فعجبا للمؤمن إن أمره كله لخير , إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , حتى

الشوكة يُشاكها , وليس هذا إلا للمؤمن ) حديث شريف

ثم إن إبتلاء الجوارح يقابلة إبتلاءات أخرى , بإنعدام أمن , أو إنتشار جوعٍ , أو إنتقاص مالٍ , أو قلة ثمراتٍ ,

أو فقدانِ أنفس , تحقيقا لمراد الله , فى تمحيص عباده .

بل إن أشد الناس بلاءا هم الرسل والأنبياء , ثم الصالحون , الأمثل فالأمثل ,

ولم يكن إبتلاء أيوب عليه السلام , إلا أنه أكثر إبتلاءات الأنبياء شدة , وأطولهم زمنا , لكنه كان من ضمن نسق عام فى

إبتلاء الأنبياء جميعا من ربهم

كان أيوب عليه السلام , صحيح البدن , موفور الصحة , شديد الغنى , كثير الأولاد , لمدة أربعين عاما ,

فلما حاق به البلاء ولدا . ونفسا ومالا , حتى صار وحيدا قعيدا , ليس معه إلا زوجته , وطال به البلاء ,

طلبت منه زوجته أن يدعو الله بالمعافاة , فهو نبي , وسيستجيب له الله , فسألها أيوب عليه السلام , كم قضينا فى نعم الله

؟ قالت أربعين عاما , فقال أيوب عليه السلام , وإني لاستحى أن أرفع يدّيّ إلى الله بالدعاء , إلا بعد أن أمكث في البلاء ,

قدر ما مكثت في النعم !

فلما ألحت عليه أقسم لأن شفاه الله ليجلدنها مائة جلدة !
وحينما بلغ بأيوب وزوجته البلاء مبلغا لا طاقه لهما به ,
رفع أيوب عليه السلام يديه بالدعاء
(( ربى إنى مسنى الضرُ وأنت أرحم الراحمين ))
فكشف الله ضره , ورد إليه صحته وعافيته , وأتاه ضعف ما كان عنده من الأولاد جزاء صبره , وأصبح أغنى مما كان حال رخائه ,
وهكذا , يقرب البلاء من الرحمن جلا وعلا , فإذا قابلها العبد بالتضرع والدعاء , مع صبر وإمتثال , كشف الله ما به من بلاء فى الدنيا ,(( إن مع العسر يسرا , إن مع العسر يسرا )) , ولمثوبته فى الآخرة خيرٌ وأعظم ,

وإنظر إلى رافع لواء الحمد يوم القيامة , محمد صل الله عليه وسلم , والذى إستقبل الحياة يتيما بلا أب , فقد مات أبوه

قبل مولده , ثم ماتت أمه وهو فى الخامسة , ثم مات الجد الكافل له وهو فى الثامنة , وإنتقل إلى كفالة عمه أبى طالب كثير

الأولاد مع رقة الحال , ليرعى الأغنام قبل أن يشب على التوق , ويسافر للتجارة فى بواكير شبابه .

وبعد بعثته الشريفة , لاقى من المشركين ما لاقى من أذى , ومن تكذيبٍ وتطاول ,

, ومع ما بذل من جهاد فى حروب وغزوات , ومع ما تحمله من مشقة وعنت فى نشر الدعوة ,تموت زوجته أم أولاده

خديجة رضى الله عنها , ويموت أبناءه الذكور , إبراهيم والقاسم وعبد الله , بل ويموت كل بناته حال حياته إلا فاطمة ,

ماتت بعده بسته شهور ... هذا بعض ما لاقاه خاتم الأنبياء , ورافع لواء الحمد يوم القيامة .
بل إن عمر بن الخطاب _ رضى الله عنه وأرضاه _ رأى حبيبه محمد صل الله عليه وسلم ينامُ على الحصير حتى أثر الحصير فى جنبه الشريف
فقال عمر : يارسول الله تنام على الحصير وملوك كسرى والروم ينامون على الحرير !
فقال رحمة الله للعالمين ( أما ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة )

إن الله تبارك وتعالى برحمانيته يبتلى عباده على قدر إيمانهم به , ورغبتهم فيما عنده , فمن كان فى دينة متانة زيد له فى

البلاء , ومن كان بدينه رقةً خُفف له فى البلاء , فالله تعالى لايكلفُ نفسا إلا وسعها , ولا يكلف نفسا إلا ما أتاها . والناظر

ببصيرة الإيمان , وثاقب اليقين , يرى أن الله تعالى إذا إبتلى عباده فى جانب

خفف عنهم فى جوانب أخرى كثيرة .

وهنا تتجلى حقيقة صبر العباد المؤمنين , السائرين على درب الهداية , وجزع الخارجين على مقتضى منهج الرحمن , تماشيا

مع إدراك عباد الله لمقتضيات حكمة ربهم ( الرحمن ), ويقينهم بموعوده , ورغبتهم فيما عنده .

فأنظر إلى جزاء الصابرين عند ربهم (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) .
ومع كل هذا , فإنه من سلامة الفطرة , وحكمة العقل , ومن الهدى النبوى , ألا يتمنى المؤمن البلاء من ربه , وأن يسأل ربه العفو والعافية , والسلامة والنجاة ,

وإذا كان إستطراق النعم بين العباد ومنها نعمة البصر على سبيل المثال , يحتاج إلى كثير شكر وحمد , وتسخير النعمة فى

مرضاة خالقها , وآداء حقوقها , فإن الأعمى يقول عنه الرسول صل الله عليه وسلم ( من إبتلاه الله فى حبيبتيه فصبر ,

فليس له جزاءا عند الله إلا الجنة ) , بل إن الناس تبتلى بالنعم فلا تبلغ آداء حقها فى الشكر والحمد (( وقليلٌ من عبادىّ

الشكور ), وتبتلى بالمصائب فتصبر , إذ ليس أمامها إلا الصبر . فالجزعُ حمقٌ وجهلٌ بمراد الله من خلق الإنسان للإبتلاء .

(ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )


ومن شكر نعمة الله عليه فقد أدى حقها , ومن صبر على ابتلاء فقد نجح في امتحان ربه له , والشاكر والصابر في الجنة ,

بمشيئة الرحمن .
جعلنا الله جميعا من الشاكرين الصابرين

ونتابع بمشيئة الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:21 pm

( 5 )منهج الرحمن لخلافة الإنسان
*****************
صفات الله تعالى ومنها رحمانيته مطلقة , فهى لاتقتصر على الكون المعمور , وقيوميته عليه , وحسابه لعباده فى الآخرة ,

بل إنها لتتسع لكل شيئ (( وسع كلّ شيئ رحمة )) , حتى أن تسبيح حملة عرش الرحمن (( ربنا وسعتِ كلَّ شيئ رحمة وعلما )) ولأنه سبحانه قد أعد كونه لإستخلاف عباده , فلم يخلقه بكن فيكون , فى طرفة عين أو لمحة بصر , كما قد يُتصور !

بل خلق الأرض والسموات فى سته أيام , إسباغا لرحمته بالإنسان , الذى خُلق ضعيفا يعتوره النقصان , يستحوز عليه العجلة , دون التريث والإطمئنان ,

والذى سيتمثل فى رحلته الأرضيه , وخطوات عمره الإيمانية , فى نسبية خلقه , صفات ربه , فلله المثل الأعلى ,

وكذلك كان منهاجه جل وعلا لعباده , منذ خلق آدم عليه السلام , وحتى بعثة الرسول الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام ,

والذى لم يبعث إلا رحمة من الرحمن جل وعلا , (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) حتى أن الرسول الكريم

صل الله عليه وسلم عندما سؤل عن بعثته قال قاصرا سبب البعثة على الرحمة قائلا , ( إنما أنا رحمة مهداة ) .

ورغم فطرة التوحيد والإسلام التى خلق الله عليها الإنسان , وما آتاه من عقل يقيم به فى نفسه الميزان ,

حتى أن العقل يُعد _ بعد الدين _أعظم النعم الربانية الممنوحة للعباد , وجُعل مناطُ الإستخلاف والتكليف ,

فإذا ذهب العقل , سقط التكليف , وإنعدمت المحاسبة , بل جُعل الحفاظ على العقل ,

مقصدا شرعيا من مقاصد شرائع الله للإنسانية , حتى أنه قيل ( عندما خلق الله العقل , قال له أقبل فأقبل ,

قال له أدبر فأدبر , فقال الله تعالى , وعزتى وجلالى , ما خلقتُ خلقا أكرم علىّ منك , فإن إستقمت إستقاموا ,

وإن إعوججت إعوجوا ) .

وقد نزل آدم عليه السلام ( ومعه حواء ) إلى الأرض مزودا بتجربة عقلية عميقة , فطاعته لربه ,

كفلت له وجوده فى جنته , ومعصيته لخالقه أخرجته من الجنة , وهبطت به إلى الأرض , حيث الشقاء والتعب . وحيث الجوع والعطش , وحيث الإبتلاء والمرض ,

كما أن إستغفاره لربه عن معصيته (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ))

جلب له الغفران , وأدخله ثانية حديقة الرضوان .

ورغم عظمة الكون الذى أعده الله للإنسان ( حيث تتألف السماء الدنيا وحدها من مليون مليون مجرة ,

وكلُ مجرةٍ , تتألف من مليون مليون نجم . كما يقرر علماء العصر , وبعض نجومها يزيد فى حجمه عن شمسنا بملايين المرات ) ,

كونُ مُحدث بعظمة خالقه جلا وعلا و تفرده ووحدانيته , وغناه وقيوميته , ورغم الآيات المحيطة بالإنسان ,

فى خلقه من ماءٍ مهين , وتخلُّقه فى قرار مكين , وآيات الليل والنهار , والشمس والقمر ,

وإتساع الأرض بما فيها من مُحيطات وبحار وأنهار .فلم يُترك للعقل البشرى وحده سبيل الإهتداء إلى ربه ,

وكان من مقتضيات الرحمة الربانية , أن يبعث الله الرسل , وينزل الكتب (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ))

بيانا وافيا لمنهاج الرحمن ,

فى استخلاف الإنسان ,

يحدد له مساره النوراني , كعبد رباني , يحمل أمانة التكليف فى خطواته , والتى تبدأ بعلمه بوحدانية الله وتوحيده ,
(( إننى أنا الله لا إله إلا أنا فإعبدنى , وأقم الصلاة لذكرى ..))


وتسبيحه وتقديسه , والإمتثال لأوامره ونواهيه فى العبادة له , وفى إدارته لكافة شئون الحياة ,عمرانية ومالية ,

وسياسية وإقتصادية عنه , وحتى الفنون والآداب , فى كل أعماله وسكناته وحركاته وحتى فى منامه (( قل إن صلاتى ونسكى ومحياىّ ومماتى لله رب العالمين , لا شريك له , وبذلك أمرت , وانا أول المسلمين )) _فالإنسان مستخلفٌ وليس مالك .تابع وليس أصيل ,مخلوقٌ وموهوب , وليس خالق ولا واهب , (( أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ))

وقد تتابعت الرسلُ عليهم السلام , بما أنزل عليها من كتبٌ , إلى الإنسان ,

لصلاحه فى ذاته , ولإصلاحه فى الأرض عبر عمره وحياته .

ولتأخذ كتب الله , ورسله عليهم السلام بأيدى البشرية , إلى سماوات الكمال الإلهى المطلق ,

وإلى صفاء ونورانية الملكوت بتسبيحه وتقديسه , لتتمثل فى حركتها الأرضية , هذا الكمال ما إستطاعت , من نورانية , وعدل , وإحسان , وبرّ , من صدق , وخير , ومن كل صفات الكمال والجمال ,

مُتجاوزة ضعفها ونقصها الإنسانى , ومتعاليه عن بهارج وزخارف دنيوية مُؤقتهٍ وقاصرة , ونزوات ورغبات موقوته ومدمرة ,

وأطلق الرحمن لعباده حرية المناقشة والحوار مع رسله وأنبيائه , وأطلق للعقل البشرى حرية التصور والمحاجة ,

وإقامة البرهان , ليكون الإنقياد إختياريا , والإستسلام معرفة وقناعة ومحبة ,

ورغم بطلاق حجج التكذيب , ورفض الإسلام والإنقياد , فقد كان الإمهال , والتبصير بالآيات والمعجزات ,

ونواصلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:22 pm

( 5 ) منهج الرحمن لخلافة الإنسان ( 2 )

**********************
وكان منهج الله تعالى لخلافة الإنسان فى الأرض , منذ بدء الخليقة

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , هو منهج إستخلافٍ تعبدى .

يبدأ بإقرار الإنسان بربوبية الله تعالى له , فهو الخالق للسماوات والارض ومن فيهما

وهو سبحانه وتعالى القيوم عليهما , وهو الخالق للإنسان ورازقه ,

سبحانه وتعالى الذى سخر للإنسان المستخلف كلّ شيئ , فى السموات والأرض ,

أجرام وفلك دوار , وليل ونهار , وبحار وأنهار , وزروعٍ وأشجار , ودواب وأنعام وأطيار ,

فإذا ما تم الإقرار بالربوبية , إستلزم ذلك بالضرورة الإقرار بالألوهية لله تعالى ,

دون سواه من بشر أو حجر ,

إذ كيف يأتى لهذا الخالق العظيم , أن يخلق كونا عظيما بأرضه وسماواته ,

ويخلق ما فيهما , ولا يضع منهاجا لحركة هذا الكون ومن فيه , يحدد له غاياته ,

وسبله ووسائله , كما أنه لا يعقل أن يُخلق كل هذا عبثا !
((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَاتُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّالْعَرْشِ الْكَرِيمِ‏ )) .
والإقرار بالألوهية لله تعالى , يقتضى النزول على منهاجه التعبدى فى الإستخلاف ,

والإنقياد له سبحانه وتعالى

( أى الإسلام لله ) أمرا ونهيا .


مما يحرر الإنسان من عبوديات ما سواه


إنسانا كان أو شهوة أو هوى أو مالا , أو سلطة أو حاكم , أو أيا من طواغيت الأرض ,

وكل الضلال الذى تأتى للبشرية , جاء من باب إنكار ألوهية الله سبحانه وتعالى ,

فحتى هؤلاء الضالون , والمشركون , لم ينكروا ربوبية الله تعالى , فكانوا عندما يُسألون من خلق

السموات والأرض ؟ يقولون الله , وإذا سألهم أحد من خلقكم ؟ يقولون الله

(( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 25 ) لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد ))

لكنهم جحدوا ألوهيته جل وعلا, إما كبرا وعلوً وبطرا , أو جهلا وهوى ,



فالنزول على مقضى ألوهية الله تعالى , يعنى النزول الإنسانى على منهاجه أمرا ونهيا ,

من صدقِ وإخلاص الأقوال , وأمانةَ الأفعالِ والأعمال , كمنهاج صلاحٍ للإنسان ذاته ,

فى حسن إعتقاده , وصلاح أقوالهِ وأفعالهِ , وصلاحٌ لحركته الإنسانية فى الأرض حتى مماته ,

التى يتساوى فيها الجميع كعباد له سبحانه وتعالى , فلا علو فيها لإناس على آخرين .

نعم إن منهاج ألوهيته سبحانه وتعالى , يستلزم رفع الإنسان من أهواء النفس ,

ومغالبة الشهوات والغرائز , من حبٍ شديد للمال , وحبٍ للتملك والسيطرة , وإنفرادِ بالسلطة والثروة ,

والتعالى على الناس وظلمهم , ونهب أموالهم ونهش أعراضهم ,

إلى سماواتِ التوحيد للإله العظيم سبحانه وتعالى , وتنزيهه وتقديسه ,

وإلى الصدقِ والأمانة , والتواضعِ والإستقامة , والعدل والخير ,

ونفع الإنسان لأخيه الإنسان , والتعامل الخّير بالإحسان .

إبتغاء وجه الإله العظيم , الرقيب على الضمائر والقلوب , ومالك الأرواح والنفوس .


والذى ضرب موعدا لايتخلف للحساب والجزاء ,

والذى يعلم السرائر وما تخفى الصدور ,

ومن هنا جاء تكذيب الرسل والكتب السماوية , وإتخاذ إلهة من دونه ,

من هؤلاء الذين يريدون أن يتبعوا أهواهم , وأن يُشبعوا فى إسرافٍ نزواتهم وغرائزهم , بلا ضابطٍ

من شرعٍ أو دين , وبلا رقيب أو حسيب ,

ونواصل بمشيئة الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:23 pm

( 6 )الإنسان بين لواء الرحمن , و...رايات الشيطان !

******************************

كان أمر الله تبارك وتعالى للملائكة ( ومعهم إبليس ) , بالسجود لآدم , بعد أن

سواه بيديه , ونفخ فيه من روحه ,


أمرا فارقا , فأما الملائكة الأبرار الأطهار , فقد لبوا امر الواحد القهار , كعباد

للرحمن مكرمون ,


يسلمون له سبحانه بعلمه المطلق المحيط , وحكمته التى تسمو على حكمة


خلقه أجمعين ,


فهو سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين , ولسان حالهم مع ربهم (( سبحانك لا

علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )) ,


طبيعة نوارنية , خيريتها كاملة وإمتثالها لأمر ربها مطلق .

وعلى الجانب الآخر , فقد رد إبليس الرجيم أمر ربه , ولم يطع خالقه ومولاه ,


بل وتعالم على علام الغيوب ,


اللطيف الخبير سبحانه وتعالى فقال (( أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من

طين )) ,


وكان التأبى الشيطانى لإبليس الرجيم فى السجود لآدم , إمتثالا لأمر ربه جلا وعلا ,


يحمل فى طياته حقدا على المكرّم من الله ( آدم ) ,


وحسدا له , وتكبرا أفضى به إلى الهبوط إلى الأرض , وطرده الدائم من رحمة

الله تعالى , دنيا وآخرة ,


أسفر الأمر الربانى إذن عن طبيعة ثانية , طبيعة شريرة وخبيثة , لم يكن ينقصها


العلم , ولا حسن يقين الإعتقاد سابقا ,


ومع ذلك ترد الأمر الإلهى النورانى , وتسوغ لنفسها التأبى عليه , وعدم


الإمتثال له .,


وهل مع حكمٍ لله سبحانه وتعالى , حكم لمخلوقه ؟!


إلا أن إبليس الرجيم , لم ينسى أن سبب هلكته ولعنته كانت تكريم الله لذلك


المخلوق ( آدم )


(( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ


أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) )) ,
(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 ) إلا عبادك منهم المخلصين ( 83 ) قال فالحق والحق أقول ( 84 ) لأملأن جهنم منك وممن

تبعك منهم أجمعين ))


وهكذا رفع إبليس الرجيم راية الإضلال والغواية , لهذا المخلوق الذى تم

تكريمه من الله , ليلقى ذات المصير !


وإذا كان الله تبارك وتعالى قد إختار آدم


للخلافة الأرضية , وعمارة الأرض على منهاجه سبحانه


وتعالى فى العبودية له ,


وبتشريع منه سبحانه , فيحيّى فى الأرض بعبوديته لله حرا من كل عبودياتِ


من سواه ,


وبعمله بتشريع ربه سبحانه وتعالى , يتحرر من كل شرائع من سواه ,





وبين الطبيعة الملائكية النورانية الطائعة لله تبارك وتعالى , والطبيعة


الشيطانية الشريرة الفاسدة ,


وحسدها وكبرها , بعداوتها المعلنة الواضحة , وتعمدها بل وإصرارها على


الإضلال والإفساد ,


جاء التحذير الربانى لآدم وذريته فى الإرض (( إن الشيطان لكم عدوا فإتخذوه

عدوا )) ,


(( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه , أفتتخذونه وذريته أولياء من


دونى وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ))

ونتابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:23 pm

( 7 )بين آدم عليه السلام ..والشيطان !
********************

منذ خلق آدم عليه السلام, تبدت العداوة الشيطانية لآدم وذريته,

عداوة سافرة مُتبجحة, لا مواربة فيها ولا لبس ولا غموض, وجاء

التحذير الرباني لآدم وزوجته في الجنة ((فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ

لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ )) , لقد اقتضت

مشيئة اللطيف الخبير سبحانه وتعالى , أن يتزود آدم وزوجته حواء

بدرس عملى , يكون عبرة لهما ( ولذريتهما ) يدركان فيه تلك

العداوة المبينة من إبليس الرجيم وأعوانه من الشياطين , وأن يكون

الدرس كذلك مُعينا لذريته من بعده , قبل أن يباشر آدم الاستخلاف

الأرضي , وجاء التحذير الإلهى لآدم من إستجابته _لغواية إبليس

_فى معصية الله تبارك وتعالى , فإن فعل , فستكون النتيجة أن يُطرد

وزوجه من الجنة , بكل مُتعها من أطايب الطعام والشراب , ورياش

الثياب , ومن أنهارها وظلالها , إلى حيث الحياة الأرضية , بما فيها

من شقاء وتعب , فى الزرع والغرس , والحصاد والطحن , والعجن

والخبز , وفى الصيد والقنص , وفى صنع ثيابه , وتعرضه لهجير

الشمس , وزمهرير البرد , فيفقد بذلك راحة البدن وتنعم النفس فى

الجنة , والتى فيها , ((إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( 118 )

وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى () ,


((وَيَاآَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَاوَلَا تَقْرَبَا

هَذِهِ الشَّجَرَةَفَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (

أحل الله لآدم عليه السلام , كل أشجار الجنة , بما تحمل من ثمار

شهية يانعة , وحرم عليه ( وزوجه ) شجرة واحدة .


ولم يكن إبليس اللعين ليترك آدم وزوجه فى هذا النعيم , يأكلا من

كل الثمار الشهية , حيث شاءا , قريرا العين بطاعة ربهما فى إجتناب

شجرة واحدة , (() فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على

شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) فأكلا منها فبدت لهما

سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى (


وإذا كان إبليس لايملك إلا الوسوسة , فقد طرق بها أعظم أبواب

الأمانى الخادعة لآدم , وهى الخلود والملك , فقال لآدم ((وَقَالَ

مَانَهَاكُمَارَبُّكُمَا عَنْهَذِهِالشَّجَرَةِإِلَّا أَنْ تَكُونَامَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ

الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَالَمِنَ النَّاصِحِين ))



لقد إستخدم إبليس اللعين أقوى أسلحته فى الغواية , وهى تزيين

المعصية وتقبيح الطاعة , مُستعينا فى ذلك بالكذب , والقسم على

كذبه , بل وإنزال نفسه منزلة الناصح الأمين , المُحب الحريص ,

العالم ببواطن الأمور وخوافيها , ((فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّاذَاقَا

الشَّجَرَةَبَدَتْ لَهُمَاسَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ

الْجَنَّةِوَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْتِلْكُمَاالشَّجَرَةِوَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّالشَّيْطَانَ

لَكُمَاعَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَاظَلَمْنَا أَنْفُسَنَاوَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا

وَتَرْحَمْنَالَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ ((

وقع آدم عليه السلام فى شرك إبليس اللعين , وأطاعه فى معصية الله

تبارك وتعالى , فحُرم وزوجه وذريته سكنى الجنة , وأهبط إلى

الأرض ,


((وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً))


(( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ

فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 38 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا

أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 39 ) .


نزل آدم وزوجه , إلى الأرض , لتبدأ الرحلة الربانية فى الإستخلاف

الإنسانى , على منهاج العبودية بكتب الهداية السماوية , وحملتها

من الرسل البشرية , فمن آمن وإتبع هدى الله فى كتبه ورسله , عاش

سعيدا فى معية ربه بلا خوف و لاحزن , وكان عاقبته رضوان الله فى

النعيم المقيم ((: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى . ))

والخوف والحزن والشقاء , لمن خالف منهج ربه , وإنضوى تحت

رايات التكذيب والكفر , التى يحمل سواريها إبليس الرجيم وأعوانه ,

ولخسران الآخرة أشد وأعظم , خلودا فى جهنم ,

وما بين كتائب الحق تحت لواء الرحمن ,بكتب الله المنزلة من

السماء , وأنبياءه ورسله المعصومين عليهم السلام , وجنود الباطل

تحت رايات

الشيطان , تدور الحياة الإنسانية الأرضية , فى صراع الخير والشر

ولم تكن معصية آدم عليه السلام , ووقوعه فى الشرك الإبليسى , إلا بقدر قدره الله عليه , ليتحقق مراد الله فى إستخلاف آدم وذريته فى الأرض , وقد تحاج موسى وآدم عليهما السلام , فقال موسى لأبينا آدم ( لولا معصيتك لكنا فى الجنة مُنعمين ) , فقال آدم عليه السلام , هل كانت معصيتى من تلقاء نفسى أم شيئ قدره الله علىّ , فقال موسى بل كانت شيئا قدره الله عليك , فقال آدم , أتآخذنى على ما قُدر على َّ )) يقول الرسول الكريم فحاج آدم موسى أى غلبه فى الحجة ,
(( ولولا فضل الله عليكم لإتبعتم الشيطان إلا قليلا ))
(( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا , ولكن الله يزكى من يشاء , والله سميع عليم ))
أى ولولا فضل الله تعالى على عباده المسلمين الطا,ئعين ما وفق أحدهم للإسلام له سبحانه ولا طاعته ,
ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا

ونواصل بمشيئة الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:24 pm

( 8 )الإنسان بين مشيئات خلقه ....وطلاقة قدرة ربه ؟!
( a )

******************************************
اقتضت مشيئة الله تبارك وتعالى أن يكون خلق الإنسان, من طين الأرض ., وتعددت الآيات الكريمات التى تتحدث عن خلق الإنسان , سواء فى مشيئته الأولى ( آدم أبو البشر عليه السلام ) , أو فى مشيئته الثانية , وهى خلق الإنسان من نطفة , أو فى مشيئته الثالثة وهى خلق عيسى عليه السلام من كلمة ( كن ) .
وفى المشيئة الأولى التى تتناول أصل الخلق الإنسانى فى آدم ؛ــــــــ
(( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب , ثم قال له كن فيكون ))
(( الذى أحسن كل شيئ خلقه , وبدأ خلق الإنسان من طين )) .
(( منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ))
(( هو الذى أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها )) ,
(( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم ))
(( خلق الإنسان من صلصال كالفخار ))
((ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون))
((فاستفتهم أهم أشد خلقاً أم من خلقنا إن خلقناهم من طين لازب) )
***ويلاحظ المدققُ فى آيات القرآن الكريم عن الخلق , أنها تتحدث عن أصل الخلق من تراب , ثم من طين ( وهو التراب المخلوط بالماء ) , ثم من طين لازب ( أى طين لزج ) , ثم من صلصال ( وهو الطين اليابس الذى له صلصلة _ أى صوت عند الطرق عليه ) , ثم من حمأ مسنون , ( والحمأ هو الطين المتغير الرائحة _ الطين المُنتن ) , والمسنون (المُستل ) ,
ثم الفخار ( وهو الطين المُوقد عليه , أى الذى سوِّى بالنار )
وهى مراحل خلق , خلق الله سبحانه وتعالى بها آدم عليه السلام
**** ثم تأتى مرحلة التصوير
وعنها يقول الله سبحانه وتعالى فى عدة مواضع من القرآن الكريم :ـــ
(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة أسجدوا لآدم) الأعراف 11،
ويقول أيضاً: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) ص 71 ، 72،
ويقول - جل وعلا -: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك) الانفطار 6 - 8.
****ثم مرحلة نفخ الروح
(( فإذا سويته , ونفختُ فيه من روحى فقعوا له ساجدين ))


وتلك المراحل الثلاثة , من خلق وتصوير ونفخ للروح , جُعل أعلاها نفخ الروح , والذي فُضل بها آدم على الملائكة , (( ونفختُ فيه من روحي )) فقد نفخ فيه من روح الله تبارك وتعالى , حتى يتهيأ للاستخلاف الأرضي عن الله تبارك وتعالى , على منهج العبودية لخالقه سبحانه وتعالى , بل وجُعلت الروح آصرة الإرتباط , سواء , بين الإنسان فى الأرض وخالقه ومعبوده فى السماء ( بالعبادات وأخصها الصلاة ) , أو آصرة أخوة بين أتباع منهج الله تبارك وتعالى فى الأرض , يقول الله تعالى فى سورة الشورى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53) ))
وهكذا جاء خلق آدم , من تراب , وكلمة الرحمن كن , ونفخ الروح
ثم خُلقت حواء من ضلعه ,


ونتابع بمشيئة الله تعالى
مشيئات الخلق الثانية والثالثة قريبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:26 pm

مشيئة الخلق الثانية للإنسان
*** ( 8 )(( ذرية آدم عليه السلام ))(b )
(( وهو الذى خلق من الماءِ بشرا , فجعله نسبا وصهرا , وكان ربك قديرا , )) الفرقان



(( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ))
يقذف الرجل 5مل ( منى ) فى القذفة الواحدة
فى كل 1مل
120 مليون حيوان منوى
وبإجمالى 600 مليون حيوان منوى
يُخصب البويضة حيوان منوى واحد منها فقط ,
, وفى هذه المشيئة أيضا ما فيها من الآيات البينات , حيث يلتقى ماء الرجل (( المنى )) وماء المرأة (( البويضة )) , فتتكون النطفة , التى تعلق بالرحم , فتكون علقة , ثم تتحول العلقة إلى مُضغة , والمضغة إلى عظام , ثم تكسى العظام لحما ,
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة المؤمنون :ـــ
(( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين , ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين , ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مُضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر , فتبارك الله أحسن الخالقين )) المؤمنون
وتشير الآيات الكريمة إلى المشيئة الأولى من خلق آدم من سلالة من طين
ثم تنتقل إلى مراحل الخلق في مشيئة خلق ذرية آدم , وهى ثلاث مراحل ,
المرحلة الأولى هي مرحلة النطفة
والمرحلة الثانية مرحلة التخليق ..,
والمرحلة الثالثة هي مرحلة التنشئة .,
وتتألف المرحلة الثانية ( التخليق ) من أربعة أطوار , هى العلقة فالمضغة فالعظام فاللحم
وتمتد هذه المرحلة من الأسبوع الثالث , حتى نهاية الأسبوع الثامن _ حسبما يقرر العلماء
والتى تتميز بالتكاثر السريع للخلايا , والنشاط الفائق فى تخليق الأجهزة , ولذلك جاءت
الآية عطفا بالفاء مما يعنى التلاحق والتتابع والسرعة , وسبحان من له الخلق والأمر ,
لقد أمكن فى عصرنا متابعة التطور التخليقى للجنين , من أول مراحله , حتى ولادته , ميكروسكوبيا بصورة غاية فى الدقة , وأسلم بفضل التفصيل القرآنى لهذه المراحل كثير من علماء الغرب , ممن شاء الله لهم الهداية , .فطور العلقة مثلا جاء من التعلق ( الفعل علق ) والعلق فى اللغة يعنى الإلتصاق , ويعنى دودة العلق التى تعلقُ بالكائن الحى لإمتصاص دمه , وسبحان الله فإن الجنين فى هذا الطور يعلق مشيما بجدار الرحم , ويكون شكله دوديا
( ويمكن الرجوع فى ذلك إلى علم الأجنة الذى يبين بالصور أطوار الخلق , ومراحلها )
يقول الرسول الأكرم الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم
عن أبي عبد الرحمـن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال : ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويُؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد . فوالله الذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ) رواه البخاري ومسلم
والشاهد هنا هو مراحل الخلق داخل الرحم , وكتابة رزق الإنسان , وأجله , وعمله , وشقى أم سعيد , عند نفخ الله تبارك وتعالى للروح فيه , داخل الرحم فى ظلمات ثلاث , هو آيات بينات للإنسان فى مشيئة خلقة الثانية ,
وأنه كما تم نفخ الروح من الله فى آدم , فى مشيئة الخلق الأولى , يتم نفخ الروح من الله تبارك وتعالى فى نسله وذريته , فى مشيئة الخلق الثانية
وهذه المشيئة
ماء الرجل والمرأة , وكلمة كن من الرحمن , ونفخ الروح ,
وصدق الله العلى العظيم : ــــ
(( قتل الإنسان ما أكفره , مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلقه﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) ))
ويبين الله تبارك وتعالى آياته كذلك فى خلق الإنسان , فى مشيئتة فى خلق ذرية آدم من ماء الرجل
والذى يتحدد على أساسه جنس الجنين , هذا الماء الضعيف الذى لايقوى على تحمل الظروف الخارجية طويلا
فقليل من الحرارة تفسده , وهو إلى جانب ذلك ماء مهين ( حقير ) , لا شأن له ولا وزن إلا بإذن الله وإرادته ومشيئة ., وكلمته سبحانه وتعالى القاهرة كن ,
(( ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ))
وقد جاء فى كتاب علوم إحياء الدين حيث قدسى عن الله تعالى _ وإن كان قد ضعفه العلماء _ لابأس من أن نورده هنا , حيث جاء به

( يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك.. و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم .. )
و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام ... و جعلت لك متكأ عن يمينك و
متكأ عن شمالك
فأما الذي عن يمينك فالكبد... و أما الذي عن شمالك فالطحال ...
و علمتك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غيري ؟؟
فلما أن تمّت مدتك.. و أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من
جناحه. لا لك سن تقطع ... و لا يد تبطش...
و لا قدم تسعى .. فأنبعت لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا..
حار في الشتاء و باردا في الصيف . و ألقيت محبتك في قلب أبويك.
فلا يشبعان حتى تشبع ... و لا يرقدان حتى ترقد ..
فلما قوي ظهرك و أشتد أزرك .
بارزتني بالمعاصي في خلواتك ..
و لم تستحي مني . و مع هذا إن دعوتني أجبتك
(و إن سألتني أعطيتك ... و إن تبت إليّ قبلتك )


فسبحان من له الخلق والأمر
تبارك الله رب العالمين

ونتابع بمشيئة الرحمن


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:26 pm

مشيئة خلق الله لعيسى بن مريم عليه السلام
( 1 )

**************************
قلنا إن مشيئة خلق آدم عليه السلام , كانت من التراب , حيث سواه الله بيديه , وصوره فأحسن صورته , ثم نفخ فيه من روحه تعالى وقال له كن , فكان , ثم خلق حواء من ضلعه
يقول الله تعالى فى سورة السجدة (( ذَٰلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (Cool ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) ))
فسببية الخلق فى مشيئة آدم التراب , وسببية الخلق فى ذريته سلالة الماء المهين , ولا عبرة للتراب , ولا للماء
دون أمر الله تبارك وتعالى له كن فيكون ,
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة الشورى ((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ))
فلا عبرة بالأسباب دون المسبب تبارك وتعالى , وإرادته الفعالة فى الخلق سواءا بالأسباب , أو بدون الأسباب
فلماذا خلق الله نبيه عيسى بكلمة كن دون الأسباب الدنيوية المألوفة فى مشيئة الله للخلق ؟؟
إن لله تبارك وتعالى حكمة سامية نقتطف من أطيافها الميسورة التى يمكن أن ندركها , مع تسليمنا الكامل بحكمة الله تبارك وتعالى المطلقة , الآتي .
كان بنو إسرائيل ماديون تجسيديون , يركنون إلى الأسباب وقليلا ما يتجاوزونها إلى المسبب تبارك وتعالى
إلا قليلا منهم , خاصة أنه قد تقادم بهم , وبالبشرية جميعها , تلك المشيئة الربانية فى خلق أبيهم آدم من تراب , وألفوا وإعتادوا على مشيئة الله تعالى فى خلق ذرية آدم , حتى خفيت آياتها عليهم أو كادت !
فشاء الله تعالى أن يأخذهم من حضيض الأسباب إلى رفعة المسبب جلا وعلا , لتكون لهم وللعالمين آية عظيمة فى الخلق , ومشيئة تخرج بالعقول والقلوب من إعتياد المألوف , إلى رحاب القدرة الإلهية المطلقة , التى لا يعجزها شيئ فى الأرض ولا فى السماء , .
فقد نذرت إمرأة عمران وهى حامل ما فى بطنها لله تبارك وتعالى محررا من كل قيد أو شرط , ليخدم فى الهيكل ( بيت الله عند بنى إسرائيل ) وليتعلم العلم الشرعى ويعلمه , على إعتبار أن المولود سيكون ولدا , فلما وضعت حملها وجاء المولود أنثى ( مريم ) حزنت , لأن الإناث لم تكن تخدم فى الهيكل , فأشار عليها زكريا عليه السلام , وعلماء بنى إسرائيل أن توفى بنذرها , وأن تهب إبنتها للهيكل , فإمتثلت وأوفت بنذرها ووهبت مريم لبيت الله ( الهيكل ) .
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة آل عمران (( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) ))
وقد دعت إمرأة عمران ربها عند ولادة مريم , ألا يجعل للشيطان سلطانا عليها ولا على ذريتها ,
وقد جاء فى الصحيين ، من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان، غير مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة: وإني أعيذوها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. )
وشاء الله تبارك وتعالى أن يجرى معجزته فى الخلق ومشيئة الغير مألوفة , بيانا لطلاقة قدرته سبحانه وتعالى
على يد مريم عليها وإبنها أزكى التسليمات
يقول الله تعالى فى سورة المؤمنون ((وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ))
ونتابع بمشيئة الرحمن تلك المشيئة التى سيطول فيها الحديث .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:26 pm

نتابع مشيئة الله تعالى فى خلق عيسى عليه السلام
***********************
( 2 )
كان إذن خلق عيسى عليه السلام , بمشيئة خارجة على أسباب

المشيئة الإلهية , فى خلق نسل وذرية آدم , آية عظيمة لبنى

إسرائيل وللعالمين فى طلاقة قدرة الله تبارك وتعالى فى الخلق , ليرد

بها من شاء سبحانه وتعالى من عباده , إلى سماء التوحيد والتسبيح

والتقديس لله تعالى , بعيدا عن مادية التشبث بالأسباب , والإرتكان

إليها ,

وليكون الأمر فتنة , لمن فى قلوبهم مرض , وفى نفوسهم هوى ,

وفى عقولهم زيغ وضلال .

حتى أن زكريا عليه السلام , عندما بُشر بيحيى على كبر من سنه ,

وعلى ضعف فى قوته , ووهن فى عظمه , وشيب فى شعره ,

وإنحناء فى ظهره , وفوق هذا كله , كانت إمرأته عاقرا , فلما رأى

طلاقة القدرة الإلهية فى رزق مريم , متجاوزة أسباب الرزق وماديتها

, (( قال يا مريم أنى لك هذا , قالت هو من عند الله , إن الله يرزق

من يشاء بغير حساب )) (( هنالك دعا زكريا ربه )) دعا زكريا عليه

السلام ربه , أن يرزقه ذرية طيبة , فبشر بيحيى سيدا وحصورا ( أى

لن يتزوج النساء ) , ونبيا إلى بنى إسرائيل , ومُصدقا بكلمة من الله

, أى بخلق عيسى عليه السلام بكلمة القدرة لا بأسبابها وهذا هو

الشاهد ((** هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيّا رَبّهُ قَالَ رَبّ هَبْ لِي مِن لّدُنْكَ ذُرّيّةً

طَيّبَةً إِنّكَ سَمِيعُ الدّعَآءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي

الْمِحْرَابِ أَنّ اللّهَ يُبَشّرُكَ بِيَحْيَـىَ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ اللّهِ وَسَيّداً

وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ * قَالَ رَبّ أَنّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ

بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ * قَالَ رَبّ

اجْعَلْ لّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاّ تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ إِلاّ رَمْزاً وَاذْكُر

رّبّكَ كَثِيراً وَسَبّحْ بِالْعَشِيّ وَالإِبْكَارِ ))


لقد كان خلق عيسى بكلمة القدرة الإلهية زلزالا أصاب بنى إسرائيل

فى شدة ماديتهم , وفى عمق تعلقهم بالأسباب , وقد كان لهذا

الزلزال توابع مُتتابعة من الآيات الربانية ,

فكيف أجرى الله تعالى مشيئته تلك ؟؟؟ وفى من أجراها ؟؟؟

قلنا إن امرأة عمران , وكانت زوجة لأحد علماء بنى إسرائيل , قد

نذرت حملها لله تعالى , ليخدم فى الهيكل , ويتعلم العلم الشرعى

ويعلمه , وجاءت المولودة أنثى على غير رغبة منها , إلا أنها أوفت

بنذرها , ووهبت إبنتها ( مريم للهيكل ) منذ بدء طفولتها , وشبت

مريم ربيبة بيت الله فى طاعة ربها وعبادته , وبقين يتجاوز عجز

الأسباب إلى طلاقة قدرة مسبهها سبحانه وتعالى , حتى أن زكريا

النبى عليه السلام إقتبس من يقينها العظيم , بطلاقة القدرة الإلهية ,

ودعا ربه على هديه , وكانت العابدة مريم تزداد قربا من ربها وطاعة

له, بمرور الأيام , حتى أن الملائكة , كانت تطلب منها المزيد من

طاعة الله تعالى , شكرا منها وحمدا لربها , الذى إصطفاها من أبوين

صالحين , ومنّ عليها بكفالة نبى الله زكريا لها , وأطلق لها يد

القدرة فى رزقها بغير حساب ,

(( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ

عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ

الرَّاكِعِينَ))

وهكذا كانت العابدة الطاهرة , المصطفاة على نساء العالمين ,

بقربها من ربها وكثرة ركوعها وسجودها أهلا لأن تجرى على يديها

تلك الآية العظيمة فى مشيئة خلق , بكلمة القدرة الإلهية متجاوزة

الأسباب الدنيوية .

فجاءها جبريل الأمين عليه السلام , فى محراب عبادتها , فى صورة

بشر , ليخبرها بأمر الله تبارك وتعالى ومشيئته , فى أن يخلق لها

ولدا زكيا , بكلمة القدرة العظيمة فى أمرها بإيجاد الأشياء بكن ,

فيكون , وتلك مشيئة هينة على الله تعالى , ولتكون آية للعالمين ,

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى سورة مريم .

((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا

شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا

بَشَرًا سَوِيًّا (17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا

(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)قَالَتْ أَنَّىٰ

يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ

رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا

مَقْضِيًّا(21)فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ

إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا

(23)فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا

(24)وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي

وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ

لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ

قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27)يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ

امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ

مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ

وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ

وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

(32)وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ))

ونتابع بمشيئة الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:27 pm

لقد وجدت أنه كان لزاما علىّ أن أمهد بمقدمة لازمة
قبل أن أتحدث عن مشيئات الله سبحانه وتعالى فى خلق الإنسان
وإذا كان ما لايدرك كله , لايترك جله , فإننى أورد هذه المقدمة

*******
إن ملكوت السماوات والأرض ومن فيهن بيد الله تبارك وتعالى , خاضع لمشيئتة تعالى, ومقهور بجبروته وعزته وسلطانه ((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) , وكل الاشياء منفعلة بالخضوع والتسبيح والحمد لخالقها سبحانه وتعالى الذى خلقها من العدم , والذى قدر وهيأ لها أمر رشدها
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }الإسراء 44
وإذا كان خلق الإنسان , فى مشيئات الله تبارك وتعالى المختلفه فى خلقه

فيها ما فيها من الآيات , فإن آيات الله تعالى فى خلق السموات والارض أكبر ((لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ))


سورة غافر


ومن هنا كان الوقوف الإنسانى الضال , عند أحد مشيئات الخلق الربانية للإنسان , هو زيغ عن الهدى , وضلال عن الصراط , وجهل بالخالق العظيم سبحانه وتعالى وطلاقة قدرته فى الخلق ,وعمًا عن حكمته سبحانه وتعالى ومراده فى خلق الأشياء !


فالله سبحانه وتعالى يُبسّط أمره لعباده فى إيجاد الأشياء , وطلاقة قدرته على ما يشاء ,بأنه يأمر سبحانه الأشياء بكن فتكون (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ))


وهو رحمة من الله فى الأخذ بعقول العباد فى تصور الإرادة الإلهية الفعالة وإنفعال الأشياء لها بالطاعة


فالإرادة الإلهية تنفعل لها الأشياء بالتسبيح والتقديس والطاعة حتى وهى مضمرة ودون أمر


((فإنماهي زجرة واحدةفإذا هم بالساهرة . ))


وإذا كان الإنسان المخلوق فى إنفعاله الغاضب , يزجر بعينه وطرفه , فيُعرف غضبه ويدرك أمره ! فكيف بالخالق العظيم جل وعلا

(( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))


(( ولله المثل الأعلى ))


تلك مقدمة لازمة , قبل أن نستكمل بيان مشيئة الخلق الربانية فى خلق عيسى عليه السلام


ونواصل بمشيئة الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:27 pm

نتابع بمشيئة الله تعالى
مشيئة خلق عيسى
*****************
وليس أمر خلق الله لعيسى بأعجب , من آيات الله تعالى مع كليمه موسى وهو مولود , ولا مع الكريم بن الكريم , يوسف بن يعقوب وهو صبى صغير ,
فسبحان الله عدد خلقه , ورضا نفسه ومداد كلماته وزنة عرشه ,
يقول الله تبارك وتعالى

((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا

شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا

بَشَرًا سَوِيًّا (17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا

(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)قَالَتْ أَنَّىٰ

يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ

رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا

مَقْضِيًّا(21)فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ

إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا

(23)فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا

(24)وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي

وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ

لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ

قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27)يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ

امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ

مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ

وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ

وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

(32)وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ))



لقد جاء جبريل الأمين عليه السلام إلى محراب مريم متمثلا لها بشرا حسن الصورة , فذكرته مريم بالله الرحمن إن كان يخاف ربه , فقال لها إنه جبريل الأمين , مرسل من الله تعالى , ليخبرها بأمر حملها لغلام زكى , بمشيئة القدرة الإلهية وطلاقتها , لا بأسبابها المعهودة فى الإنجاب , فتعجبت مريم للأمر , وكيف تحمل دون أن يمسها بشر ؟؟؟ , فيخبرها جبريل الأمين , أنها مشيئة الله تعالى وإرادته الفعالة , التى لا يعجزها شيئ فى الأرض ولا فى السماء , وليكون المولود آية من الله تعالى لعباده فى الأرض , ورحمة منه فى بيان أمر الإيجاد من العدم بكن فيكون , وأن الأمر ليس محل مناقشة , أو أخذ موافقه منك , أيتها القانتة العابدة الراكعة لربها والساجدة , وأيتها الأمة لربها الطاهرة العفيفة النقية ,
ثم حملت مريم , وإزداد حملها , فإنزوت بحملها بعيدا عن القوم , وجاءها مخاض الولادة , عند جذع نخلة
فقالت وهى تلد وقد دارت برأسها ما قد تلاقيه من قومها بسبب المولود , (( يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ))
فناداها المولود عقب ولادته مهدئا من روعها , وباثا للطمئنينة فى نفسها , ومنزلا السكينة عليها , إن الذى أجرى عليك آيته
سيتعهدك ويتعهدنى معك , ولزلزال الآية توابع ربانية تبرأ ساحتك , وتظهر للملأ طهرك وعفافك , فخذى أنت بالأسباب , ودعى الإرادة الإلهية الفعالة تعمل وتشير إلى دلائل القدرة , وعظم الأيات , وضعت مريم يدها على جذع النخلة فتساقطت الرطب , فأكلت وإطمئنت نفسها ,
وعادت إلى قومها تحمله
لتجد فى إنتظارها ما كانت تتوقعه من إستهجان وسخرية !!
فلم تزد على أن أشارت إلى مولودها !!
فإزدادت السخرية
(( كيف نكلم من كان فى المهد صبيا ))
وجاء الجواب مفحما من المولود الذى لم يتجاوز عمره الساعات !!
( إنى عبد الله , آتنى الكتاب , وجعلنى نبيا , وجعلنى مباركا أينما كنت , وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا , وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا , والسلام علىّ يوم ولدت , ويوم أموت , ويوم أبعث حيا ))
ونتابع بمشيئة الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شامخة للأبد
المديرة العامة
المديرة العامة



انثى
عدد المساهمات : 521

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالسبت يوليو 06, 2013 3:28 pm

رحمة الله فى منهجه لعباده
****************
قلنا إن رحمة الله تعالى وسعت كل شيئ (( وسعت رحمتى كلَّ شيئ )) , فرغم أسمائه الجبار والقهار , والشديد والمتين , إستوى على عرشه برحمته (( الرحمن على العرش إستوى )) , وبرغم أن الكون يحمل فى أطرافه ,
حمم الشدة ونيران الهلاك , فدرجة حرارة سطح الشمس 6000 درجة مئوية , إلا أنه أعد لها مدارا , يجعل أشعتها المنسابة إلى الأرض تصل بردا وسلاما , وبرغم أن طبقات الأرض تحتوى على طبقات تنصهر فيها الصخور والحديد , لتتحول إلى مصهور حرارى يذيب حتى الجرانيت (( طبقة مصهور الماجما Magma ))
إلا أن بيئة حياة الإنسان على سطح الأرض تفيض بالمياة الباردة والأنسام الرقيقة , والظلال الناعمة , !!!
وكذلك كان أمر الله تعالى فى منهجه لعباده , فلو شاء الله لأعنت عباده (( ولو شاء الله لأعنتكم )) بتحريم ما أحل , وتشديد المنهج ليصبح معجزا لا يستطيع أحد القيام به من آداء الحقوق والعبادات , لكن الله تبارك وتعالى تعامل برحمانيته مع عباده , فلا يكلف نفسا إلا ما أتاها , ولا يكلف نفسا إلا وسعها , ولله الحمد والمنة على ذلك كثيرا ,
وإذا كان أصل الإنسان الطين والتراب , والخطأ منه والذنب وارد ومحتمل بل هو طبيعة فيه ( فكل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) فقد منح الله تعالى برحمته توبته وغفرانه لمن تاب إليه وأناب مهما كان ذنبه
(( : وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ))
(( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))
بل إن الكبائر إذا تاب مقترفها وأناب إلى ربه لم يغفرها الله فقط ولكنه سبحانه يبدلها حسنات للتائب , ويفتح له أبواب التدرج فى التوبة والمتاب , يقول الله تعالى فى سورة الفرقان
( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ( 68 ) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ( 69 ) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ( 70 ) ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ( 71 ) ) . ))
كما أن الله تعالى أبان لعباده , أنه فى إستخلافهم التعبدى له سبحانه وتعالى , يعاملهم بالرحمة الواسعة التى تفغر الصغائر , وتتجاوز عن اللمم


((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ))

ويقول تعالى
((إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ))
يقول الرسول الكريم
( الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغشى الكبائر )

وقد فتح الله لعباده ممن أشركوا أو كفروا أو نافقوا , باب العودة والإنابة والتوبة والإستقامة , حتى من هؤلاء الذين عاندوا الدعوة وحاربوا أهلها , يقول الله تعالى
((إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( 10 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ( 11 ) إن بطش ربك لشديد ( 12 ) إنه هو يبدئ ويعيد ( 13 ) وهو الغفور الودود ( 14 ) ذو العرش المجيد ( 15 ) فعال لما يريد ( 16 ) ))
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك
وأن محمدا عبدك ونبيك ورسولك
الخبير
رضا فهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفتاة المشاكسة
المراقبة العامة
المراقبة العامة
الفتاة المشاكسة


انثى
عدد المساهمات : 316
العمر : 24
المزاج : محبوبة

آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم   آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 12, 2013 3:50 pm

sr-yzrty yzery
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sabaya.ibda3.biz
 
آلاء الرحمن فى خلق الإنسان ...وقفات قلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فوائد من سلسله (وقفات) لـ د. عماد الدين خليل متجدد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى احلى شباب و بنات :: قسم آلُآسلُآميَ :: نفحــآإت إيممآإنيـة ~-
انتقل الى: